-->

Header Ads

أنواع التشبيه في البلاغة: صور تجعل المعنى حيًّا



أنواع التشبيه في البلاغة: صور تجعل المعنى حيًّا



التشبيه هو أحد أهم وسائل التصوير في البلاغة. من خلاله نقارن شيئًا بشيء آخر، لنُقرب المعنى، ونُظهر الصفة التي نُريد التركيز عليها، في صورة حيّة واضحة.

مثال بسيط:
الطالب مثل النحلة في نشاطه.
شبّهنا الطالب بالنحلة، لنُبيّن نشاطه واجتهاده.

عناصر التشبيه

أي تشبيه يتكوّن من أربعة أركان:

  1. المشبَّه: الشيء الذي نريد وصفه (الطالب)
  2. المشبَّه به: الشيء الذي نشبّهه به (النحلة)
  3. أداة التشبيه: مثل، كأن، كـ، يشبه…
  4. وجه الشبه: الصفة المشتركة (النشاط)

أنواع التشبيه

1. تشبيه تامّ الأركان
يحتوي على الأركان الأربعة.
مثال: الجنود كالأسود في الشجاعة.
(المشبَّه: الجنود – المشبَّه به: الأسود – الأداة: كالـ – وجه الشبه: الشجاعة)

2. تشبيه مجمل
يحذف وجه الشبه، ويبقى الثلاثة الباقون.
مثال: الفتاة كالقمر.
(لم نذكر وجه الشبه: الجمال أو النور)

3. تشبيه مؤكد
يُحذف منه أداة التشبيه، ليصبح أقوى.
مثال: العالِم بحر في علمه.
(المقصود: واسع العلم كالبحر)

4. تشبيه بليغ
يُحذف منه الأداة ووجه الشبه، ويبقى المشبَّه والمشبَّه به فقط.
مثال: أنتَ شمس.
(كناية عن النور أو الرفعة – وهذا أبلغ أنواع التشبيه)

5. تشبيه تمثيلي
يشبّه صورة بصورة أخرى، وليس مجرد صفة.
مثال: كأنّ الحياة سفينة في بحرٍ مضطرب.
(الحياة تُشبَّه بكامل حال السفينة، وليس بجزء منها فقط)

6. تشبيه ضمني
لا يُصرَّح فيه بالمشبَّه والمشبَّه به، بل يُفهم من السياق.
مثال: الصبر عند الشدائد يدل على معدن الرجال، فإنّ النار لا تُجرّب إلا بالحديد.
(فيه تشبيه ضمني: الرجال بالحديد، والمِحنة بالنار)

أهمية التشبيه

  • يُقرّب المعنى للعقل
  • يُصوّر الفكرة في صورة بصرية
  • يُضيف جمالًا وخيالًا للكلام
  • يُستخدم كثيرًا في الشعر، القرآن، والخطب

التشبيه هو باب البلاغة الأول، وطريقها إلى الخيال والتأثير. به تتحوّل الكلمات إلى مشاهد، والمعاني إلى صور لا تُنسى.

هل تحب أن أكتب لك المقال التالي عن الاستعارة؟

ليست هناك تعليقات

.