الاستعارة في البلاغة: عندما تتكلم الصور
الاستعارة في البلاغة: عندما تتكلم الصور
الاستعارة هي نوع خاص من التشبيه، لكنها أعمق وأجمل. فهي لا تقول لك: هذا يشبه ذاك، بل تُظهر لك الشيء كأنه هو الآخر تمامًا، فتُفاجئك الصورة وتُحرّك خيالك.
إذا كان التشبيه يُقرب المعنى، فالاستعارة تجعل المعنى يحيا أمامك.
ما هي الاستعارة؟
هي تشبيه حُذِف أحد طرفيه، أو كِلاهما، لتُصبح العبارة أكثر بلاغة ودهشة.
غالبًا تُحذف الأداة والمشبَّه به، ونُثبت صفة لشيء لا يملكها، لكنها تفهم مجازًا لا حقيقة.
مثال:
شربتُ من بحر العلم.
العلم ليس بحرًا يُشرب، لكنها استعارة جميلة تدل على غزارته وكثرته.
أنواع الاستعارة
1. استعارة تصريحية
نُصرّح فيها بالمشبَّه به، ونحذف المشبَّه.
مثال:
رأيتُ أسدًا في ساحة المعركة.
(المراد: رجل شجاع – المشبَّه محذوف، والمشبَّه به "أسد" ظاهر)
2. استعارة مكنية
نحذف فيها المشبَّه به، ونُبقي صفة من صفاته.
مثال:
بسَط الليلُ جناحه على المدينة.
(الليل لا يملك جناحًا – شبّهناه بطائر، لكننا حذفنا الطائر وتركنا صفة "الجناح")
3. استعارة تمثيلية
تُستخدم فيها صورة كاملة تُشبه موقفًا بموقف.
مثال:
رجع بخُفيّ حُنين.
(عبارة تدل على الرجوع خائبًا – تمثل موقفًا معروفًا في التراث)
الفرق بين التشبيه والاستعارة
التشبيه يقول: هذا يشبه ذاك.
الاستعارة تقول: هذا هو ذاك، لكنها لا تقصد المعنى الحقيقي.
مثال:
التشبيه: المعلم كالنهر في عطائه
الاستعارة: المعلم نهر يتدفّق بالعلم
أهمية الاستعارة
- تجعل الكلام أكثر عمقًا وبلاغة
- تُشعل الخيال وتحرك المشاعر
- تُستخدم كثيرًا في الشعر، والخطب، والقرآن
- تُعطي للكلام صورة فنية لا تُنسى
الاستعارة هي أداة الشاعر والأديب والخطيب، وهي من أسرار الجمال في اللغة العربية.
هل تحب أن أتابع لك المقال القادم عن الطباق والمقابلة في علم البديع؟
اترك تعليقك