علم البيان في البلاغة: فنّ التصوير والمعنى العميق
علم البيان في البلاغة: فنّ التصوير والمعنى العميق
علم البيان هو أحد علوم البلاغة، ويُعنى بكيفية تصوير المعاني بأجمل الأساليب، ليصبح الكلام أكثر تأثيرًا وإيحاءً وجمالًا.
إذا كان علم المعاني يهتم بترتيب الجمل، فإن علم البيان يهتم بجعل المعنى مرئيًا في ذهنك، كأنك تراه بعينك.
ما هو علم البيان؟
هو العلم الذي يُظهر المعنى الواحد بأكثر من صورة أدبية، ليُقربه إلى الذهن، ويجعله أكثر تأثيرًا.
هدفه: تصوير الفكرة باستخدام التشبيه، الاستعارة، الكناية، والمجاز.
وسائل البيان الأساسية
1. التشبيه
هو الربط بين شيئين يشتركان في صفة واحدة، باستخدام أداة مثل: كأن، مثل، كـ، يشبه…
مثال:
الطالب مثل النحلة في نشاطه.
هنا شُبِّه الطالب بالنحلة، في صفة النشاط.
أنواع التشبيه:
- مفصل: كأن الجندي كالأسد في الشجاعة
- مجمل: الفتى كالأسد
- بليغ: الفتى أسد
- تمثيلي: العالِم كالسراج يُنير الطريق
2. الاستعارة
هي تشبيه حُذفت منه الأداة والمشبَّه به، وتُستخدم بإعطاء صفة لشيء لا يملكها.
مثال:
شربت العلم من بحره الواسع.
العلم لا يُشرب، ولا هو بحر، لكنها استعارة جميلة تدل على كثرة العلم.
3. الكناية
كلام يُراد به معنى غير مباشر، فيه إشارة دون تصريح.
مثال:
فلان طويل النجاد.
كناية عن الطول.
فلان نظيف اليد.
كناية عن الأمانة.
4. المجاز
هو استخدام الكلمة في غير معناها الأصلي لعلاقة، مع وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.
مثال:
أنبت الربيع الزهر.
الربيع لا يُنبت، بل هو زمن، فالكلام مجاز.
أهمية علم البيان
- يضيف جمالًا وعمقًا على الأسلوب
- يجعل الكلام أكثر تأثيرًا وتشويقًا
- يُسهم في تحليل الأدب والقرآن بوعي وفهم
- يُنمّي الخيال اللغوي ويُحسّن الذوق
علم البيان هو عين البلاغة التي تُريك المعنى في صورة حية نابضة. به يصبح الكلام فنًّا، والمعنى لوحة، واللغة أداة للتأمل والتأثير.
هل تحب أن أتابع المقال التالي عن علم البديع: كيف نُزيّن الكلام؟
اترك تعليقك