-->

Header Ads

علم البديع في البلاغة: كيف نُزيّن الكلام؟



علم البديع في البلاغة: كيف نُزيّن الكلام؟



علم البديع هو ثالث أركان البلاغة، ويهتم بتزيين الكلام وتحسينه ليكون أكثر جمالًا وجاذبية.
فإذا كان علم المعاني يُنظّم الجملة، وعلم البيان يُصوّر المعنى، فإن علم البديع يُضفي على الكلام رونقًا خاصًا وسحرًا لغويًا.

هو كأنّه "الزينة" التي تُوضع على المعنى بعد أن يُصبح واضحًا ومُصوّرًا.

ما هو علم البديع؟

هو العلم الذي يبحث في الأساليب التي تُجمّل الكلام وتحسّنه، من غير أن تضعف المعنى أو تُفسده.
يستخدم المحسنات اللفظية والمعنوية، ليكون الكلام ألطف وقعًا على السمع والقلب.

أنواع المحسنات في علم البديع

تنقسم إلى نوعين رئيسيين:


أولًا: محسنات لفظية

وهي التي يكون جمالها في الصوت والنغمة واللفظ، دون أن تُغيّر المعنى.

1. الجناس

تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى.

مثال:
يوم تُبلى السرائر، فما له من قوة ولا ناصر.
(كلمتا "ناصر" و"سرائر" تتشابهان صوتًا وتُضفيان تناغمًا).

2. السجع

تشابه نهاية الجمل في النثر، مثل القوافي في الشعر.

مثال:
من جدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل.
(نهاية كل جملة لها صوت موسيقي متناغم)


ثانيًا: محسنات معنوية

وهي التي يكون جمالها في المعنى والتقابل والتوازن.

1. الطباق

الجمع بين كلمتين متضادتين.

مثال:
يُحيي ويميت.
الليل والنهار.

2. المقابلة

أن تأتي بجملتين، الأولى تحمل معنى، والثانية عكسه.

مثال:
يعطي البخيل من ماله وهو كاره، ويُعطي الكريم من قلبه وهو مسرور.

3. التورية

أن تستخدم كلمة لها معنيان: قريب ظاهر، وبعيد خفي يُراد به البلاغة.

مثال:
قال شاعر يمدح:
وما مات من أحياك في قلبه!
(يُراد بـ"مات" هنا الموت الحقيقي، وفي الوقت نفسه يُلمّح إلى خلود الأثر في القلب).


أهمية علم البديع

  • يُجعل الكلام أكثر عذوبة وجمالًا
  • يُضفي روحًا فنية على النثر والشعر
  • يُكمل دور المعاني والبيان في إقناع القارئ أو السامع
  • يساعد على فهم بلاغة القرآن واللغة العربية الرفيعة

علم البديع هو فن الإبداع في التعبير، وزينة المعنى حين يُصاغ بإتقان. به يتحوّل الكلام من عادي إلى فنّ، ومن جملة إلى أثر.

ليست هناك تعليقات

.