-->

Header Ads

الشاعر همام بن غالب الفرزدق

ترحيب
مرحبًا بك في مركز المعرفة!

السلام عليكم لدينا مسابقة في موقعنا كل ما عليك فعله هو الدخول على الزر الذي في الاسفل وتعرف على شروط المسابقة والكل ان شاء الله فائز

دخول



الشاعر الفرزدق

الفرزدق هو أحد أعظم شعراء العرب في العصر الأموي، ويُعرف بشعره القوي، ولسانه الحاد، ومكانته البارزة في فن الهجاء والفخر. ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بالشاعر جرير، حيث دارت بينهما منافسات شعرية استمرت لعقود طويلة، تُعرف في التراث الأدبي بـ "النقائض".



اسمه ونسبه

اسمه الكامل همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي. وُلد في مدينة البصرة عام 20 هـ / 641 م، وينتمي إلى قبيلة تميم، وهي من القبائل العربية العريقة. لُقّب بـ "الفرزدق"، وهي كلمة تعني "الرغيف الغليظ" أو "الوجه الغليظ"، ويُقال إن ذلك كان وصفًا لهيئته.

النشأة وبدايات الشعر

نشأ الفرزدق في بيئة قبلية تهتم بالشعر والفصاحة، فبرزت موهبته مبكرًا. وقد تأثر بجده صعصعة بن ناجية، المعروف بفصاحته وكرمه. بدأ بقول الشعر منذ صغره، ومال منذ البداية إلى الفخر بنفسه وقبيلته، ثم إلى الهجاء اللاذع لمنافسيه.

مميزات شعره

تميّز شعر الفرزدق بعدة خصائص جعلته يحتل مكانة مهمة في تاريخ الأدب العربي:

  • الفخر القبلي: أكثر ما كان يعتز به هو نسبه وقبيلته تميم.
  • الهجاء: استخدم ألفاظًا قوية وأسلوبًا ساخرًا في هجاء خصومه، خصوصًا جرير.
  • الجزالة والمتانة: عرف عنه استخدام ألفاظ فخمة وتراكيب قوية، تمثل روح الشعر العربي القديم.
  • المدح: مدح بعض الشخصيات البارزة، ومن أشهر قصائده مدحه للإمام زين العابدين.

مدحه للإمام زين العابدين

أشهر قصيدة قالها الفرزدق كانت في مدح الإمام علي بن الحسين (زين العابدين)، عندما رآه في الحج ولم يعرّفه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، فأنشد:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلّ والحرمُ

هذا ابن خير عباد الله كلهمُ
هذا التقيّ النقيّ الطاهرُ العلمُ

وقد سُجن الفرزدق بسبب هذه القصيدة، لكنه لم يندم على قولها.

النقائض مع جرير

من أبرز ما اشتهر به الفرزدق معاصرة الشاعر جرير، ونشوء معركة شعرية طويلة بينهما، عُرفت باسم النقائض. كان كل منهما يهجو الآخر بقصائد متقابلة في الوزن والقافية، مما أغنى الشعر العربي بمئات الأبيات التي تعكس التنافس، والبلاغة، وسرعة البديهة.

ورغم هذا التنافس الحاد، فقد كان كل شاعر يعترف بموهبة الآخر، وقد روي أن جرير بكى عندما مات الفرزدق، وقال:
"أما والله، لقد ذهب اليوم نصف شعر العرب."

وفاته

توفي الفرزدق في مدينة البصرة سنة 110 هـ / 728 م، عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد أن ترك تراثًا شعريًا ضخمًا، لا يزال يُدرس ويُقرأ إلى اليوم.

مكانته الأدبية

يُعدّ الفرزدق من فحول الشعراء في العصر الأموي، وقد أثّرت قصائده في الأجيال التالية من الأدباء واللغويين. يُعتمد شعره كمصدر لغوي وأدبي، خاصة لما فيه من ألفاظ فصيحة وتراكيب قوية.


ليست هناك تعليقات

.