روح الله الموسوي الخميني

---

روح الله الخميني

روح الله الموسوي الخميني (بالفارسية: روح‌الله موسوی خمینی)، وُلد في 24 سبتمبر 1902 بمدينة خُمين في إيران، وتوفي في 3 يونيو 1989 في طهران، هو رجل دين شيعي ومرجع تقليد، يُعد المؤسس الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقائد الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979. شغل منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها وحتى وفاته.

النشأة والتعليم

ولد الخميني في عائلة دينية من السادة الحسينيين، وكان والده مصطفى الموسوي الخميني عالم دين قُتل عندما كان روح الله صغيرًا. تلقى تعليمه الديني في الحوزة العلمية في أراك ثم انتقل إلى قم، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء، ومنهم الشيخ عبد الكريم الحائري.

النشاط السياسي

بدأ نشاطه السياسي الجاد في خمسينيات القرن العشرين، وتصاعد في الستينيات بعد معارضته لسياسات الشاه، خصوصًا "الثورة البيضاء" التي اعتبرها مخالفة للإسلام. ألقى خطابًا شهيرًا عام 1963 في ذكرى عاشوراء انتقد فيه الشاه بشدة، مما أدى إلى اعتقاله ونفيه لاحقًا إلى تركيا، ثم العراق، حيث أقام في النجف لأكثر من 13 عامًا.

في السبعينيات، أصبحت خطبه ومحاضراته التي تُهرب إلى إيران وتوزع سرًا من أبرز أدوات تعبئة الشارع الإيراني ضد النظام الملكي. وفي أواخر عام 1978، انتقل إلى باريس، حيث زادت شهرته عالميًا، وتمكن من التأثير على مجريات الأحداث في إيران من منفاه.

الثورة الإسلامية

في 1 فبراير 1979، عاد الخميني إلى إيران وسط استقبال جماهيري هائل، وبعد عشرة أيام، انهار نظام الشاه. أعلن الخميني قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بناءً على مبدأ ولاية الفقيه، وهو المبدأ الفقهي الذي أسس له فكريًا وسياسيًا.

الحكم

في ديسمبر 1979، أُقرّ الدستور الإيراني الجديد الذي منح المرشد الأعلى صلاحيات واسعة، وكان الخميني أول من شغل هذا المنصب. خلال فترة حكمه، اندلعت الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، والتي استمرت ثماني سنوات وخلفت آثارًا كبيرة على البلاد.

عرف الخميني بموقفه الحاد ضد الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة، التي وصفها بـ"الشيطان الأكبر"، كما دعم حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة. أصدر فتوى شهيرة بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي بعد نشره رواية "آيات شيطانية".

الوفاة والإرث

توفي روح الله الخميني في 3 يونيو 1989 بعد صراع مع المرض، وشيّع في جنازة ضخمة حضرها ملايين الإيرانيين. دُفن في ضريح ضخم جنوب طهران، وأصبح قبره مزارًا معروفًا.

يُعد الخميني من أبرز الشخصيات السياسية والدينية في القرن العشرين، وقد خلّف إرثًا مثيرًا للجدل على المستويين المحلي والدولي. ترك عددًا من الكتب الدينية والفلسفية والسياسية، أبرزها "الحكومة الإسلامية"، الذي وضع فيه الأساس الفكري لنظام ولاية الفقيه.